الجويلي: سوء المزاج العام في تونس يدعم فكرة الهجرة غير النظامية
اعتبر أستاذ علم الاجتماع بجامعة تونس محمد الجويلي في تصريح لموزاييك أن المزاج العام في تونس سيء، موضحا أن هذا المزاج العام مرتبط بالحياة اليومية للتونسيين عامة وللشباب على وجه الخصوص، حيث تميز أساسا بنقص المواد الغذائية ومواد التموين والخدمات المختلفة مما جعل الأمان الأولي الذي ينشده التونسيون في موضع الشك، وفق تقديره.
وبين الجويلي أن تونس سجلت في الأشهر الأخيرة نقصا فادحا في الوصول إلى الخدمات مهما كان نوعها، مما يخلق نوعا من فقدان الثقة في الوضع العام بالبلاد والوضع السياسي أساسا، في ظل غياب الرؤية الواضحة للمستقبل والمستقبل القريب الذي ميزه الكثير من اللايقين والخوف والامتعاض.
وقال الجويلي إن الوضع بشكل عام يمس شريحة كبيرة من التونسيين بينهم الشريحة الشبابية على الوجه الخصوص، التي أصبحت تبحث عن سبل للخلاص سواء خلاصا فرديا أو جماعيا لتكون الهجرة غير النظامية وركوب قوارب الموت واحدة من طرق تحقق هذا الخلاص المنشود وفق تعبيره.
وتابع الجويلي أن الهجرة غير النظامية هي تآلف وتكاتف الوضع الاقتصادي السيء والبطالة والاحساس بأن الاستفادة من الخدمات اليومية أصبحت موضع شك بما يدعم حالة اللا يقين التي تدعم بدورها مشروع أو فكرة الهجرة، وهو ما يفسر ارتفاع منسوب الهجرة غير النظامية في الاشهر الاخيرة وفق تقديره.
واعتبر الجويلي أن مرحلة الشك لدى التونسي تجاوزت مسألة الخوف من إمكانية عدم الحصول على شغل لتبلغ مرحلة الخوف من مدى قدرة الدولة على توفير المستويات الأولية للخدمات كالماء والكهرباء والنقل والغذاء والصحة وغيرها من الخدمات التي كان من المفترض أن لا تكون محل شك.
وأوضح الجويلي أن الشاب أصبح يوازن بين الوضعية الحالية للبلاد وإمكانية عدم تحقق انفراج في المستقبل القريب، لتكون الرؤية أمامه غير واضحة، بما يدعم اعتقاده أنه يمكن أن يتمكن من رؤية افضل وأكثر وضوحا للمستقبل في الضفة الأخرى من البحر عبر قوارب الموت والهجرة غير النظامية.
الحبيب وذان